للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفورًا، حمل ابن مسلمة هذا الإنذار إلى اليهود، ولما تسلموا الإنذار أسقط في أيديهم، ولم يرو التاريخ أنهم تنصلوا من مسئولية ما هموا من الغدر بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.

[اليهود يرفضون الإنذار]

ولقد انهار اليهود أمام هذا الإنذار الشديد فلم يروا بدًا من الرحيل فأخذوا يتجهزون لذلك فأرسلوا إلى ظهر لهم (ناقلات من الإبل) في مسارحها، واستأجروا إبلًا من قبيلة أشجع استعدادًا لمغادرة المدينة تحت وطأة الإنذار الشديد الذي للقوه من القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولكن زعماء النفاق في المدينة (وعلى رأسهم عبد الله بن أبي) أرسلوا إلى هؤلاء اليهود يشجعونهم على البقاء ويطلبون منهم رفض الإنذار النبوى والاستعاد لحرب المسلمين إذا ما أصروا على إجلائهم بالقوة، وأكد لهم هؤلاء المنافقون مساندتهم عسكريًا إذا ما شن المسلمون عليهم الحرب، فأرسلوا إليهم قائلين لهم .. أن اثبتوا وتمنعوا، فإنا لن نسلمكم، إن قوتلم قاتلنا معكم، وإن خرجتم خرجنا معكم (١).

وبعث إليهم رأس النفاق عبد الله بن أبي (٢) (سرًّا) من يؤكد لهم (باسمه) وقوفه بجانبهم حتى النهاية قائلًا: لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصنكم فإن معى ألفين من قومى وغيرهم من العرب يدخلون معكم حصونكم فيموتون عن آخرهم، وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان.


(١) سيرة ابن هشام ج ١ ص ١٩١.
(٢) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>