للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن كانوا جنبوا الخيل وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فإنهم يريدون المدينة، والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم) (١).

قال علي: فخرجت في آثارهم، انظر ماذا يصنعون فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة.

[لماذا لم يهاجم أبو سفيان المدينة؟]

كانت المدينة (عند انسحاب الجيش المكي من مكان المعركة) مفتوحة تمامًا، لأنها خالية من الجيش الإسلامي الذي لا زال (في تلك الساعة) في مكان المعركة، فلم يكن بالمدينة سوى النساء والأطفال ومن لا قدرة لهم على القتال من العجزة ساعة انسحاب المشركين.

فكانت الفرصة مواتية لأن يهاجم أبو سفيان بجيشه المنتصر المدينة لاحتلالها، والأخذ بعض الغنائم منها واقتياد بعض الأسرى حيث فاته ذلك في معركة أُحد ..

ولا شك أن أبا سفيان وقادة جيشه قد فكروا في اغتنام هذه الفرصة ومهاجمة المدينة فيها لاسيما وأنها كانت مكشوفة تمامًا وخالية من الجيش الإسلامي، ولكن الذي حدث خلاف ذلك وهو أن جيش مكة قد سارع بالانسحاب من مكان المعركة صوب مكة رأسًا، دون أن يوانس في نفسه الشجاعة لاحتلال المدينة أو حتى مجرد التعرض لها مع أنها كانت على قيد المدينة وتقرر الانسحاب رأسًا إلى مكة، مع سنوح تلك الفرصة الذهبية لها؟


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٩٤ ط، الحلبي ١٣٧٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>