للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، فسألت الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يزوج أبا العاص ابنته زينب ففعل.

وكان ذلك قبل أن يوحى إليه - صلى الله عليه وسلم - حيث كانت زينب وأبو العاص على شركهما، فلما نزل الوحى آمنت زينب بأبيها، وبقى أبو العاص على شركه، ولم يستطع الرسول التفريق بينهما، لأنه كان مغلوبًا بمكة قبل الهجرة.

ولما وقع أبو العاص بن الربيع في الأسر بعثت زوجه زينب (وهي بمكة) في فدائه بقلادة لها كانت خديجة - رضي الله عنها - جهزتها بها يوم زفافها، فلما رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم - رق لها رقة شديدة فقال للمسلمين إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا، فأطلقوا سراح زوجها وردّوا إليها قلادتها، وأَخذ الرسول على أبي العاص أن يبعث بزينب إلى المدينة ففعل، وفرق الرسول بينهما، وعندما أسلم أبو العاص فيما بعد رد عليه الرسول زينب بعقد جديد.

انزع ثنيته فلا يقوم عليك خطيبًا

وكان من بين الأسرى سهيل بن عمرو بن عبد شمس العامري (١) وكان شجاعًا وهو أحد أشراف مكة، وخطيب قريش المشهور، وكان لخطاباته الشهيرة تأْثير كبير في محاربة دعوة الإِسلام.

لذلك لما جاءَ وقت دفع الفداءِ عنه وتقرر إطلاق سراحه، طلب عمر


(١) سهيل هذا هو الذي (بالنيابة عن قريش) عقد صلح الحديبية مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان من سادات مكة، أسره يوم بدر مالك بن الدخشم. أسلم سهيل عام الفتح وحسن إسلامه، وكان كثير الصوم والصلاة والصدقة، قتل شهيدًا في معركة اليرموك - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>