[سرية شجاع بن وهب إلى هوازن .. ربيع الأول سنة ثمان للهجرة]
هي دورية قتال قام بها شجاع بن وهب إلى هوازن. وكانت قبائل هوازن من أقوى القبائل التي ظلت في الحجاز ذات شوكة. تتربص بالمسلمين الدوائر. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الحين والحين يجس نبضها، ويحاول إرهابها وشن الغارة عليها داخل أراضيها. لئلا تطمع في المسلمين أو تظن بهم الضعف.
فرغم بعد ديار هوازن عن المدينة حيث تقع في الثلث الواقع بين الطائف ونجد ومكة. فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يبعث بالسرايا تجوب خلال ديار هوازن. هذه التي خاضت فيما بعد ضد المسلمين أعنف معركة حربية شهدها العهد النبوى. وهي معركة حنين. التي التقى فيها اثنا عشر ألفا من المسلمين بعشرين ألفا من هوازن.
ففي ربيع الأول من سنة ثمان. بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسرية قوامها أربعة وعشرون رجلا. بقيادة شجاع بن وهب إلى ديار بني عامر بهوازن شرقي الطائف. وأمره بأن يطأ أرضهم في غارة حربية.
فصدع القائد شجاع .. وتحرك برجاله. فصار يكمن النهار ويسير الليل. زيادة في الكتمان. وذلك أسلوب يتبعه كل قادة السرايا والدوريات الحربية في العهد النبوى ليضمنوا مباغتة العدو. لأن المباغتة في العرف العسكري (في كل زمان ومكان) تكون من أهم أسباب النجاح في تحقيق الأهداف.
[نجاح الحملة]
وقد نجح القائد شجاع في حملته وكان عامل الكتمان من أهم عوامل نجاحه. حيث صبح القوم في ديارهم على حين غفلة في منطقة السى. فاستولوا على إبل وشاء كثيرة. ولم يذكر المؤرخون أنهم لقوا في هذه الحملة قتالا. ويظهر أن المشركين هربوا (رعبا) من المسلمين، ولبعد المسافة بين