وسارع الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى سلاحه فتدجج به، فلبس الدرع والمغفر والبيضة وأخذ الرمح في يده، ثم امتطى صهوة جواده المسمي (باللّجيف).
[أمير المدينة]
ولما كانت منازل بني قريظة الواقعة جنوب شرقي المدينة، تبعد عن المدينة عدة أميال، فقد أصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسومًا عيّن بموجبه ابن أم مكتوم أميرًا على المدينة حتى يفزع من أمر بني قريظة.
وعندما اعتزم الرسول التحرك بجيشه نحو بني قريظة أعطى اللواء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان هذا اللواء هو نفس اللواء الذي قاتل المسلمون تحته أيام الخندق، لم يُحَل من ساريته.
وقد أصدر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره إلى علي بن أبي طالب بأن يكون في مقدمة الجيش، ويسبق باللواء إلى ديار بني قريظة حتى يصل إليها قبل وصول عامة الجيش.
فسارع عليَّ (في مفرزة من جند الإسلام) حتى إذا ما وصل بين حصون اليهود، غرز اللواء هناك، فعلمت قريظة أنها الحرب ولا شئ سواها.
[فرض الحصار على اليهود]
وتتابعت كتائب الإسلام (بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم -) حتى أحاطت بمعاقل بني قريظة وطوقتها من كل مكان.