للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغية فتح الطريق من ثغرات في الأسوار ليقتحم الجيش الإِسلامي الحصون.

ولكن يظهر أن سلاح المنجنيق لم يؤثر التأثير المطلوب في قلاع الطائف. فظل الثقفيون ومن معهم من هوازن صامدين في حصونهم، وكانوا رماة نبل مشهورين بإصابة الهدف.

وقد قامت عناصر من الجيش بمحاولة جريئة، بغية إيجاد السبيل لجمهرة الجيش كى يقتحموا الحصين فيختصروا متاعب الحرب.

وهذه المحاولة الجريئة هي أن مجموعة (يمكن تسميتهم بالفدائيين) زحفوا (متسترين وراء الدبابات) على الحصن حتى وصلوا إلى أسواره، محاولين (تحت حماية الدبابات) إحداث فتحات في السور عن طريق نقبه، حتى يتمكن العسكر الإسلامي من الدخول إلى الحصن، وهناك يضعون حدا للحرب؛ لأن المسلمين على ثقة بأنهم سيتغلبون على المشركين إذا ما تمكنوا من اقتحام الحصن والتحموا معهم في معركة فاصلة.

[زرع الحسك حول قلاع الطائف]

ومن جهة أخرى (ولكى تعطل تحركات الثقفيين) قامت قيادة الجيش الإِسلامي ببث الحسك حول قلاع الطائف. (والحسك -بفتح أوله وثانيه-: قطع من الحديد صغيرة على هيئة شوك الحسك النباتي ذوي الإبر الحادة المتعددة، وهو من أدوات الحرب يلقى به حول المعسكرات والحصون ليعيق تحركات العدو، فيؤذى المشاة ويعطل حركات الخيل؛ لأنه يعلق بحوافرها فيؤلمها فلا تقوى على الجرى).

وقد لجأ المسلمون إلى استخدام الحسك كوسيلة من وسائل تعويق تحركات العدو، بإيقاعه في حقول الحسك إذا ما حاول رجاله الهجوم على الفدائيين الذين تحركوا -تحت حمايات الدبابات- لنقب أسوار الحصن الرئيسى لثقيف.

[فشل الهجوم الفدائي على حصن ثقيف]

غير أن محاولة الفدائيين المسلمين لفتح الثغرات في جدار الحصين قد فشلت. فقد تنبه الثقفيون للمحاولة (وكانوا مسلحين بأسلحة دفاعية ثقيلة

<<  <  ج: ص:  >  >>