ويشرحوا أهدافه ويطلبوا موافقتهم عليه كما وافق عليه زعماء قريش في مكة.
ولقد طاف رجال هذا الوفد بين مضارب القبائل الرئيسية المحاربة في نجد. باذلين كل إمكاناتهم المادية والإعلامية لإغراء هذه القبائل بالمسلمين وتحريضها على حرجهم، شارحين لهم (وبأسلوب الدعاية اليهودية الماكرة الخبيثة المعروفة) أن اشتراك هذه القبائل في غزو المسلمين سيعود عليها بأعظم المكاسب، لا سيما وأن هذا الغزو يستهدف وضع حد لخطر تزايد نفوذ سلطان المسلمين الذين هم العدو المشترك لكل الفئات الثلاث (اليهود. . وقريش. . والوثنين في نجد) والذين قد أوترتهم جميعًا الهزائم التي أنزلها بهم المعسكر الإسلامي في مختلف الصدامات الدامية التي نشبت بينهم.
[الترحيب بالوفد اليهودى في نجد]
ولدى وصول وفد خيبر إلى نجد لقى من الترحيب وحسن الاستقبال ما لا يقل عما لقيه من زعماء قريش في مكة.
لأن الفريقين في مكة ونجد يلتقون (مع يهود خيبر) عند نقطة رئيسية واحدة وهي الكره الشديد للإسلام، والعداوة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -. . بالإضافة إلى غرام هؤلاء البدو الوثنيين من أعراب نجد بالسلب والنهب الذي هو (منذ أقدم العصور) قوام حياتهم الاقتصادية.
لذلك لم يتردد زعماء العشائر النجدية في الموافقة (من حيث المبدأ) على مشروع الغزو الذي جاء يحمله إليهم شيطان بني النضير حيي بن أخطب وباقي أعضاء وفده من خيبر.
إلا أنه إذا كانت الرغبة في نقل المعركة إلى المدينة بغزو المسلمين فيها قد اتحدت (من حيث الأصل) بين يهود خيبر والوثنيين في مكة ونجد، فإن الباعث لدى هؤلاء الفرقاء الثلاثة لم يكن واحدًا، إذ لكل منهم غايته المحددة وهدفه المخصوص الذي يختلف عن هدف الآخر.
فإذا عرفنا (كما هو الواقع) أن باعث رغبة قريش في غزو المسلمين