المشركين مطروحًا على التراب تأكدوا من هزيمة العدو، وهنا اختلفوا فيما بينهم.
فبينما كان سواد الجيش الإسلامي يوالي ضرباته ضد العدو المنهزم، كان النقاش يدور حادًّا بين الرماة في الجبل حول ما إذا كان من حقهم ترك مواقعهم للاشتراك في مطاردة العدو وأخذ حصتهم من الغنائم التي رأوها مبعثرة على أرض المعركة فسال لها لعاب أكثرهم.
وكانت الأغلبية من الرماة تميل إلى ترك الجبل والاشتراك في جمع الغنائم، حتى بعضهم قال:
"لم تقيمون ها هنا في غير شيء، وقد هزم الله عدوكم، وهؤلاء إخوانكم ينتهبون عسكرهم، فادخلوا واغنموا مع الغانمين، ثم استأذنوا في مغادرة الجبل".
[الرماة يتمردون على قائدهم]
ولكن آمر الموقع وقائد هؤلاء الرماة المسئول (عبد الله بن جبير الأنصاري) كان يرى خلاف هذا الرأي, كان يرى أن من الضروري أن تطبق حرفيًّا أوامر النبي القائد العام التي تقضي بعدم مغادرة الجبل إلا بأمر خاص منه، ولما اشتد اللغط بين الرماة، وقف قائدهم فيهم خطيبًا، وحذر الذين استأذنوا في ترك مواقعهم، وذكرهم بأوامر الرسول المشددة التي تقضي بعدم ترك الجبل مهما كانت الظروف والملابسات إلا بأمر من النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ثم أعلن هذا القائد بأنه مصمم على البقاء في الجبل حتى يتلقى