وكجزء من المخطط الذي رسمه ابن أنيس لإنجاح مهمته استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التنكر وأن يسمح له بأن يكذب في حدود إكمال مهمته إذا ما اقتضى الأمر ذلك، فسمح له، والكذب على العدو المحارب لإيقاعه والتغرير به مباح في الإسلام.
سار عبد الله بن أنيس على عجل قاصدًا مكان التجمع في عرنة من ديار هذيل، ولما وصل إلى للك الديار وجد الخبر صحيحًا.
[استدراج قائد هزيل لقتله]
وهنا أخذ يحتال لتنفيذ مهمته، فعندما وصل إلى تلك الديار انتسب إلى قبيلة خزاعة زيادة في التمويه على العدو.
وما زال يتحين الفرص حتى التقى بقائد الحشد الموكل إليه قتله وعندما سأله خالد .. من الرجل؟ أجابه بقوله .. رجل من خزاعة، سمعت بجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك، فأكد له خالد بن سفيان ذلك قائلًا .. أجل أننى لأجمع له، ورحب بانضمامه إلى الحشد.
ولقد وجد ابن أنيس خالدًا كما وصفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حيث الهيبة، وخاف منه بالفعل، ولقد تحدث عبد الله بن أنيس عن هيبة الرجل وقوة شخصيته، حيث قال .. فعرفته بنعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهبته فرأيتنى أقطر (أي من الخوف) فقلت: صدق الله ورسوله.
ولما اطمأن خالد بن سفيان إلى عبد الله بن أنيس، أخذ الأخير يماشه ويتحدث إليه بأحاديث استحلاها منه، وقد استدرجه حتى انفرد