للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقنا والدروع الظاهرة قد طووا ألويتهم وراياتهم، وليس معهم لواء ولا راية معقودة، فقالوا: يا رسول الله اعقد لنا وضع رايتنا حيث رايتنا رأيت. فقال: يحمل رايتكم اليوم من كان يحملها في الجاهلية! ما فعل فتى كان قدم مع وفدكم على، حسن الوجه جيد اللسان؟ قالوا توفى حديثًا (١).

[فرسان بني سليم مقدمة الجيش]

ولما كان الخيالة هم أحسن القوات السلحة في ذلك العصر، وسلاح الفرسان هو أجود ما تحتاج إليه القوات المتقدمة. ولما كان بنو سليم (وعددهم ألف مقاتل) كلهم خيالة، جعلهم النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - مقدمة جيشه المتحرك من قديد نحو مكة.

قال الواقدي: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قديد لقيته سُليم، وذلك أنهم نفروا من بلادهم، فلقوه على الخيول جميعًا، مع كل رجل رمحه وسلاحه، وقدم معهم الرسولان اللذان كان أرسلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليهم.

فذكر أنهم أسرعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحشدوا ويقال: إنهم ألف، فقالت سُليم: يا رسول الله إنك تقصينا وتستغشنا (٢) ونحن أخوالك - أمُّ هاشم بن عبد مناف عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالح بن ذكوان من بني سُليم - فقدمنا يا رسول الله حتى تنظر كيف بلاؤنا، فإنا صُبُر عند اللقاء، فرسان على متون الخيل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سيروا! فجعلهم مقدمته، وكان خالد بن الوليد على مقدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين لقيته بنو سليم بقديد حتى نزلوا مَرّ الظهران وبنو سُليم معه (٣).

[تعبئة الجيش وتوزيع الرايات والألوية]

وحسب سياق المؤرخين والمرجح من أقوالهم، أن عشائر بني سليم كانوا


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٣.
(٢) كانت بنو سليم ممن أعان قريشا على المسلمين. إذ اشترك منهم إلى جانب قريش في معركة أحد حوالي سبعمائة مقاتل.
(٣) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>