جهة يقصد الشاعر المجيد توجيهها نحوها، وخاصة في ذلك العصر حيث كان العرب (بدون استثناء) على غاية من الفصاحة وفهم الشعر وتنوقه، الأمر الذي كانوا معه على غاية من دقة الحساسية والتأثر في مجال البلاغة.
ولا شك أن شعر كعب بن الاشرف قد كان له أثره المهيج في نفوس قريش بالإضافة إلى محادثاته وتحريضاته في جولاته بين القبائل.
ومما لا جدال فيه أن عمل كعب بن الأشرف التحريضي هذا بمثابة العمل التمهيدى لمعركة أُحد أو هو من العوامل الفعالة التي ساهمت في التهيئة لهذه المعركة الحاسمة التي نقلتها قريش إلى عقر دار المسلمين في يثرب بعد سنة واحدة تقريبًا من معركة بدر.
إذا لم يرجع هذا اليهودى الخبيث من مكة حتى تقرر في مكة غزو المسلمين في عقر دارهم، ولا شك أن كعب بن الأشرف وقد أوعد قريشًا بتأييدهم ومد يد العون لهم عندما يقومون بغزو المسلمين، إلا أن الله تعالى عجل بروحه إلى النار قبل أن تنشب معركة أُحد.
[مقتل طاغية اليهود]
وذلك أن كعبًا هذا لما عاد إلى المدينة تعاظم شره وازداد خطره على كيان المسلمين، إذ أصبح مصدر تهديد لسلامة يثرب بأجمعها لما يقوم به من تحديات وتحريضات ضد المسلمين سافرة، يضاف إلى هذا سلطانه المالى الذي أخذ يستخدمه للإخلال بالأمن والتحريض على الحرب ضد