للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقومه في الطائف. وكان الطفيل بن عمرو من السابقين الأولين في الإِسلام ومطاعًا في قومه. فصدع الطفيل بن عمرو بأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

وقبل أن يتحرك الطفيل لتحطيم الصنم. قال: يا رسول الله أوصنى. قال: أفش السلام وأبذل الطعام، واستحى من الله كما يستحى الرجل ذو الهيئة من أهله، إذا أسأت فأحسن، {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (١). فخرج الطفيل سريعًا إلى قومه، فهدم ذا الكفين (الصنم) وجعل يحشو النار في جوفه ويقول:

يا ذا الكفين لستُ من عُبادكا ... ميلادنا أقدم من ميلادكا

أنا حشوت النارَ في فؤادكا

وقد استجاب قوم الطفيل بن عمرو له. فانضوى تحت قيادته أربعمائة من قومه المسلمين وافى بهم الطفيل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالطائف.

وقد حمل الأزد معهم إلى الطائف من السلاح الثقيل دبابة ومنجنيق. وعندما أرادوا التحرك إلى الطائف. قال بعضهم: يا معشر الأزد، من يحمل رايتكم؟ قال الطفيل بن عمرو: من كان يحملها في الجاهلية، قالوا أصبت، وهو النعمان بن الزرافة اللهبى (٢) وصلت الأزد الطائف بعد وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها بأربعة أيام (٣).

[النبي يتحرك إلى الطائف]

وهكذا بعد انتهاء معركة حنين على النحو الذي انتصر فيه المسلمون ذلك الانتصار الساحق على هوازن، وبعد أن أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - بالغنائم والسبى إلى الجعرانة (قرب مكة) أخذ في مطاردة القوات الرئيسية من هوازن بنفسه. وكانت هذه القوات من ثقيف الذين لجأوا إلى حصنهم واعتصموا به في الطائف.

[خالد على مقدمة الجيش إلى الطائف]

وعندما قرر الرسول - صلى الله عليه وسلم - التحرك إلى الطائف لمطاردة ثقيف جعل خالدًا


(١) سورة هود ١١٤.
(٢) لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر.
(٣) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>