للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الوليد على مقدمة الجيش، وكان خالد دائمًا منذ خرج الجيش النبوي من مكة إلى حنين- على الخيل. كما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استخدم الأدلاء العارفين بالطرق ليسيروا أمام الجيش في طريقه إلى الطائف.

وما زال الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقوم بعملية المطاردة حتى وصل الطائف. وقد سلك الرسول بالجيش إلى الطائف وادي نخلة المعروف اليوم (باليمانية) كما سلك وادي لية المشهور.

قال الواقدي: وقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد من حنين على مقدمته وأخذ يسلك به من الأدلاء إلى الطائف، فانتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف .. وكانت ثقيف قد رمّوا (أي أصلحوا) حصنهم، ودخلوا فيه منهزمين من أوطاس وأغلقوه عليهم -وهو حصن على مدينتهم له بابان- وصنعوا الصنائع للقتال وتهيأوا، وأدخلوا حصنهم ما يصلحهم لسنة لو حوصروا.

وقال ابن إسحاق: ولما قدم فلّ (١) ثقيف الطائف أغلقوا أبواب مدينتها وصنعوا الصنائع للقتال.

ولم يشهد حنينا ولا حصار الطائف عروة بن مسعود ولا غيلان بن سلمة كانا بجرش يتعلمان صنعة الدبابات (٢) والمجانيق (٣) والضّبور (٤) ثم سار، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف حين فرغ من حنين، فسلك على نخلة اليمانية، ثم على قرن ثم على الميح، ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدًا فصلى فيه. ثم إنه أقاد يومئذ ببحرة الرغاء، حين نزلها، بدم، وهو أول دم أقيد به في الإسلام، رجل من بني ليث قتل رجلًا من هذيل، فقتله به، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلية بحصن مالك بن عوف (قائد هوازن) فهدم، ثم سلك في طريق يقال لها: الضيقة، فلما توجه سأل عن اسمها؟ فقيل له: الضيقة.


(١) الفل (بفتح أوله): الجماعة المنهزمون من الجيش.
(٢) قال السهيلى: الدبابات، من آلات الحرب، يدخل فها الرجال فيدبون بها إلى الأسوار لينقبوها.
(٣) المجانيق: جمع منجنيق (بفتح الميم وكسرها): وهي آلات الحصار يقذف بها المحاربون النار والحجارة ونحوها.
(٤) الضبور قال في كتاب العين: جلود يغشى بها خشب يتقى بها في الحرب وهي تشبه الدبابات المعدة لنقب الأسوار.

<<  <  ج: ص:  >  >>