أصحاب هذه القافلة هم الذين صادروا أَموال المهاجرين واستولوا على ممتلكاتهم في مكة بغيًا وعدوانا لا لشيء إلا لأَنهم آمنوا بالدين الجديد. وأَليس من حق من أُعلنت عليه الحرب وصودرت أَمواله أَن يقاتل من أَعلنها ويستولى على كل ما تصل إليه يده من ممتلكاته؟ ؟ .
بلى .. إن هذه هي قاعدة الحرب وقانونها في عرف جميع البشر (١) فلا غرابة (إذن) في أَن يعقد الرسول العزم على التصدي لقافلة قريش ويصمم على الاستيلاء عليها كجزءٍ من مال العدو المحارب.
إن كثيرًا من المستشرقين وبعض فروخهم في الشرق الإسلامي ينظرون إلى معركهـ بدر، وكأَنها ضرب من قطع الطريق وأَعمال السلب والنهب المجردة.
وهذه النظرة بالتأْكيد، ليس لها مصدر إلا الحقد الأَسود الذي يعمى عن الحقائق ويتيح للهوى أَن يتكلم ويصدر حكمنه كما يشاءُ.
وإلا فكيف يوصف باللصوصية وقطع الطريق من حمل السلاح في وجه من أَعلن عليه الحرب وقرر الفتك به, وصمم على القضاءِ عليه ومحوه من الوجود وصادر كل ما وصلت إليه يده من أَمواله وممتلكاته.
[منطق غريب ...]
إنه منطق غريب معكوس، لا يشبهه إلا منطق أَسياد هؤلاء الفروخ من المستعمرين الذين يصادرون حريات الشعوب، ويهدرون كراماتهم ويستبيحون دماءَهم، ثم يسمونهم باللصوص المتوحشين.
قال جندي إنكليزي مرة لزميل له - يصف الأَفريقيين المعتدى