سجون مكة. وعلى رأسهم (أبو جندل بن سهيل بن عمرو)(١).
[ارتفاع عدد ثوار العيص إلى ثلاثمائة]
وقد انضم إلى ثوار قريش في العيص رجال من غفار وجهينة وطوائف أخرى حتى بلغوا ثلاثمائة. تمركزوا جميعهم في منطقة العيص دون أن تكون لهم أية صلات إدارية بالنبي - صلى الله عليه وسلم - رغم أنهم على دين الإِسلام.
[أبو بصير قائد الثوار]
وعندما بلغت قوات ثوار العيص إلى هذا العدد (ثلاثمائة مقاتل) أسندوا أمرهم إلى الثائر الأول البطل أبي بصير الزهري. فانتخبوه قائدًا عامًا لهم يأتمرون بأمره.
فقبل أبو بصير هذا التكليف وعين (أبا جندل بن سهيل بن عمرو) نائبًا له في قيادة الثورة ضد قريش الشرك.
ثم قام أبو بصير القائد بتنظيم هؤلاء الثوار وجعل منهم قوة حربية وفصائل منظمة. اتبعت في ثورتها على مشركى مكة أسلوب حرب العصابات. فصارت هذه الفصائل تقوم على الدوام بمراقبة عير قريش الذاهبة من مكة إلى الشام والعائدة منها إلى مكة.
(١) أبو جندل هذه كنيته أما اسمه فهو عبد الله بن سهيل بن عمرو: قال في الإصابة كان من السابقين في الإِسلام شهد بدرًا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -. لأنه جاء في جيش المشركين ثم انحاز إلى المسلمين. ثم أسر بعد ذلك وعذب ليرجع عن دينه ولما فتحت مكة كان هو الذي استأمن لأبيه سهيل بن عمرو: وقد ذكرنا قصته مفصلة في كتابنا الخامس (صلح الحديبية) كان أبو جندل من شباب الإسلام المخلص المتفاني في خدمة الإِسلام استشهد أبو جندل يوم اليمامة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. قاله خليفة وابن إسحاق.