للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب. ووثق كل الوثوق بالكلمة التي أعطاه إياها فعمل بنصيحته حيث ركب خلفه بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فاتجه الاثنان سويًا نحو مقر القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مخترقين مضارب الجيش المحيط بالمقر. وكان يصحبهما مساعد أبي سفيان حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء اللذين أعلنا إسلامهما بمجرد أن وصلا إلى خيمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - (١).

[عمر بن الخطاب يحاول قتل أبي سفيان وهو في حماية العباس]

في تلك الليلة كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أسند حراسة المعسكر إلى عمر بن الخطاب (٢)، الذي صار يطوف بفصائل من الجند لحراسة المعسكر المنصوبة خيامه على مشارف مكة.

وكان عمر بن الخطاب من أشد الصحابة على قريش، لذلك كان توليه حراسة العسكر تلك الليلة سببًا في إحداث بعض المتاعب للعباس بن عبد المطلب من حيث تعريض حياة أبي سفيان للخطر، بعد أن أخذه العباس في جواره وأعطاه عهدًا شفويا بالأمان حتى يصل إلى خيمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

فقد كان ركوب سيد قريش وقائد قواتها العسكرية أبي سفيان ظهر بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكونه رديف عمه العباس بن عبد المطلب من أكبر الضمانات التي بها ضمن العباس لجاره أبي سفيان عدم إقدام أحد من جند الإِسلام على التعرض لأبي سفيان بشرّ.

فقد صار العباس بن عبد المطلب يمر بين مضارب وحدات الجيش النبوى وخلفه أبو سفيان مردفًا على بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيعرفون أبا سفيان الذي يتوقون إلى قتله كزعيم من زعماء العدو المحارب. ولكنهم يكفون عن ذلك، لكون أبي سفيان في معية العباس. ويقولون: عم


(١) انظر مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٥ وتاريخ الطبري ج ٣ ص ٣٥ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٢٨٩.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>