للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٦٦ -

[وفد مهرة]

مهرة قبيلة حميرية من قضاعة، وهم بنو مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحافى بن قضاعة، تقع ديارهم ما بين حضر موت وعمان، ومن مدنهم سيحوت وقشن والغيظة، ويحتلون مساحة كبيرة على سواحل بحر العرب، وكانت المهرة شعبًا شرسًا محاربًا، وفي بلادهم توجد أجود الإبل العربية على الإطلاق، وهي المسماة بالابل المهرية التي لا يوجد أسرع منها في الجرى .. ارتدت المهرة عن الإِسلام بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتولى عكرمة بن أبي جهل تأديبها, ولم تخضع وتعد إلى الإِسلام إلا بعد معارك طاحنة لا تقل ضراوة عن معارك أنْامة، فقد قتل منهم في حرب الردة قرابة عشرة آلاف مقاتل.

وقد قدم وفد المهرة المدينة برئاسة مهريّ بن الأبيض (١) فعرض عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإِسلام فأسلموا، وأكرمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان يعتنى بهم لبعد المسافة التي قطعوها إليه فقد كان ما بين المهرة والمدينة مسافة حب إلى سبعين يومًا، وقد كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - للمهرة كتابًا هذا نصه: (هذا كتاب من محمَّد رسول الله لمهرى بن الأبيض على من آمن به من مهرة ألا يؤكلوا (٢)، ولا يعركوا وعليهم إقامة شرائع الإِسلام فمن بدل فقد حارب ومن آمن به فله ذمة الله وذمة رسوله، اللقطة مؤدَّاة والسارحة مندّاة والتفث السيئة والرفث الفسوق) وكتب محمَّد بن مسلمة (٣). ويذكر ابن سعد في طبقاته أن رجلًا من المهرة أيضًا وقد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اسمه زهير بن قرضم (٤)، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدنيه ويكرمه لبعد مسافته، فلما أراد الانصراف ثبته وحمّله وكتب له كتابًا (٥).


(١) لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر.
(٢) لا يؤكلون: أي لا يغار عليهم.
(٣) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٥٥.
(٤) لم يزد في أسد الغابة أثناء الترجمة لزهير هذا على أن ذكر قصة قدومه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنايته به.
(٥) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>