فبرز له من صفوف المسلمين الحباب بن المنذر الأنصاري، وبعد أن تجاولا ساعة حمل الحباب بن المنذر على الفارس اليهودى (عزول) فقطع يده اليمنى ففرّ هاربًا إلى القلعة، إلا أن الحباب طارده حتى لحق به قبل أن يدخل القلعة فقطع رجله ثم قضى عليه.
ثم عاد الحباب إلى صفوف المسلمين، وعقب مصرع القائد اليهودى (عزول) برز فارس يهودى آخر (لم يذكر المؤرخون اسمه) وصاح خارج القلعة طالبًا من المسلمين المبارزة، فبرز إليه رجل من المسلمين فقتله اليهودى في الحال.
فاستبدّت الغطرسة بهذا الفارس اليهودى، فظل مكانه يجول بفرسه طالبًا المبارزة، فأجابه إليها الفارس الأنصاري الشهير (أبو دجانة سمّاك بن خرشة)، فحمل كل منهما على صاحبه، وظلا يتعاركان بضراوة حتى تمكن أبو دجانة من قتل الفارس اليهودى المذكور.
[إحجام اليهود عن المبارزة وافتتاح القلعة]
وبعد أن قتل القائدان اليهوديان أمام أبواب قلعة (أُبيّ) دبّ الرعب في قلوب بقية اليهود في القلعة فأحجموا عن المبارزة، ثم أغلقوا أبواب القلعة، محاولين الاعتصام بها والدفاع عنها ومقاتلة المسلمين من وراء أسوارها، ولكن قائد وحدات المسلمين المتقدمة (أبا دجانة الأنصاري) لم يترك الفرصة لليهود ليفعلوا ذلك، فقد أمر وحداته بمهاجمة اليهود بسرعة، فشنّ جند الإسلام هجومًا خاطفًا على القلعة، يتقدمهم قائدهم أبو دجانة.
وقد قاوم اليهود المسلمين مقاومة شديدة، فدار حول القلعة قتال ضارٍ عنيف بين الفريقين، ولكن مقاومة اليهود - بالرغم من ضراوتها - كان مصيرها في النهاية الانهيار، حيث انهزم هؤلاء اليهود مقتحمين أسوار القلعة هربًا في كل ناحية، فاحتل السلمون القلعة واستولوا على كل ما فيها من المؤن والأسلحة والمواشى، ولم يذكر أحد من المؤرخين أنه قد وقع في أيديهم أسرى من يهود هذه القلعة، الذين التجأ الباقون منهم على قيد الحياة