وقد حديث (عمليًّا) ما يصدق حديث النبي الأعظم الذي لا ينطق عن الهوى.
فقد روى أبو داود والنسائي والترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال .. فبينا أنا في خلافة معاوية (١) بن أبي سفيان، إذ جائني رجل فقال يا جابر بن عبد الله والله لقد أثار أباك عمّال معاوية فبدا فخرج طائفة منه، فأتيته فوجدته على النحو الذي دفنته لم يتغير.
وروى البيهقي عن جابر أيضًا، أنه قال لما أجرى معاوية العين عند قتلى أُحُد بعد أربعين سنة، استصرخناهم إليهم، فأتيناهم فأخرجناهم فأصابت المسحاة قدم حمزة (بن عبد المطلب) فانبعث دمًا، وفي رواية ابن إسحاق، فأخرجناهم كأنما دفنوا بالأمس.
وفي رواية الواقدي عن جابر أيضًا .. فحفرنا عنهم فوجدت أبي في قبره كأنما هو نائم على هيئته ووجدنا جاره في قبره عمرو بن الجموح ويده على جرحه فأُزيلت عنه فانبعث جرحه دمًا، ويقال إنه فاح من قبورهم مثل ريح المسك (رضي الله عنهم وأرضاهم) وذلك بعد ست وأربعين سنة من يوم دفنوا.
[دعاء الرسول بعد المعركة]
وبعد أن فرغ المسلمون من دفن قتلاهم، واعتزم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الرجوع بجيشه إلى المدينة، وقف عليه الصلاة والسلام على فرسه بأصل جبل أُحد، وأمر المسلمين أن يصطفوا، فاصطفوا من خلفه وعامتهم جرحى، واصطف خلفهم النساء وهن أربع عشرة امرأة ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: