للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء الله بنبيه إليها مهاجرًا، إذ تسابقت قبيلتا الأوس والخزرج إلى الدخول في الإسلام والالتفاف حول النبي - صلى الله عليه وسلم - , - أمام شخصيته العظيمة المحبوبة - تلاشت شخصية ذلك المنافق الذي كان قاب قوسين أو أدنى من ارتقاء عرش المدينة.

وهذا هو سر ما يحمله ذلك المنافق الكبير من بغض عظيم للنبي - صلى الله عليه وسلم - وحقد جارف عليه، فكان (مع تظاهره بالإسلام) يتربص بالنبي ودعوته الدوائر ويتحين الفرص للإطاحة بسلطان الإسلام ورسالته. .

وقد بدأت معركة النفاق (سافرة ضد النبي) بانسحاب عبد الله بن أبي بمن أطاعه من حزب النفاق أثناء تحرك القوات الإسلامية من المدينة نحو أُحد، قال الشيخ محمد الغزالي:

"وهذا من عبد الله بن أُبيّ وحزبه عمل ينطوي على الاستهانة بمستقبل الإسلام وغدر به في أحرج الظروف, وتلك أبرز خصائص النفاق" (١).

[فوران النفاق بالمدينة]

إنه من الملاحظ أن هؤلاء المنافقين (مع حرصهم على القضاء على المسلمين وسنوح الفرصة لهم بوجود الجيش المكي) لم يقوموا بأي عمل عسكري ضد المسلمين وهم يصارعون المشركين في أُحد.

ولا شك أن قادة النفاق (بالمدينة) قد فكروا في الانضمام إلى عسكر مكة ضد النبي (في معركة أُحد) ولكن يظهر أن الذي أثناهم عن ذلك هو


(١) فقه السيرة ص ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>