ثم استدعى - صلى الله عليه وسلم - حليف بنى قريظة وسيد الأوس (سعد بن معاذ) وهو شاب لم يبلغ الأربعين من عمره، كما استدعى سيد الخزرج (سعد بن عبادة) وهما قطبا الأنصار وعبد الله بن رواحة وأسيد بن حضير، والجميع من الأنصار، ويعد أن حضروا كلفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يذهبوا إلى بنى قريظة وأمرهم بأن يتصلوا رسميًا بزعماء هؤلاء اليهود، ويسألوهم عما بلغهم من خبر نقضهم العهد.
وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - رجال هذا الوفد بأن يكتموا الخبر عن الجيش إذا ما صح أن يهود بنى قريظة قد نقضوا العهد وأعلنوا الحرب، وذلك لكى لا يؤثر هذا الخبر الخطير على معنويات الجند الإسلامى، الذي هو في حالة كرب وشدة لمواجهته الأحزاب على مشارف الخندق ليلًا ونهارًا.
قال ابن إسحاق. . فقال - صلى الله عليه وسلم -. . انطلقوا حتى تنظروا أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا، فإن كان حقًّا، فالحنوا لي لحنًا أعرفه، دون القوم، ولا تفتوا في عضد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس.
فذهب الوفد النبوى إلى منازل بنى قريظة لمعرفة الحقيقة ومراجعة هؤلاء اليهود ومحاولة إعادتهم إلى الصواب إذا كانوا قد نقضوا العهد.
[المشادة بين الوفد النبوي وبنى قريظة]
ولما وصل الوفد النبوى استقبلهم زعماء بنى قريظة ودخلوا معهم حصنهم، وهناك بدأوا المحادثات، وقد بدأ الوفد الإسلامي هذه المحادثات