وكانت قوة المسلمين (كما تقدم) تبلغ ألفًا وأربعمائة مقاتل كلهم حضر الحديبية، وكان ضمن هذه القوة مائتا فارس.
وهذا أكبر عدد من الفرسان، يتوفر لدى المسلمين في جيش يغزون به في تاريخهم حتى ذلك اليوم.
أما وسائل النقل الأخرى كالجمال، فلم يذكر أحد من المؤرخين (فيما بلغني) كم كان عددها لدى الجيش الغازى.
[سلاح الاستكشاف]
وقبل أن يتحرك النبي - صلى الله عليه وسلم - بجيشه من المدينة كوّن وحدة للاستكشاف والاستطلاع كلها من الفرسان بقيادة أحد قادة الحرس النبوى (عبّاد بن بشر الأنصاري) وقد كانت مهمة هذه الموحدة أن تنطلق أمام الجيش النبوى لارتياد المسالك والطرق وكشفها أمام الجيش الزاحف للتأكد من خلوّها من كمائن الأعداء وجواسيسهم وللتعرف على أخبارهم.
[أدلاء الجيش]
كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لما كانوا يجهلون المسالك والطرق المؤدية إلى خيبر ولا يعرفون شيئًا عن طبيعة البلاد التي سيمر بها الجيش، فقد استعانوا بأدلاء خبيرين بتلك الأرض ومسالكها ليدلوا الجيش حتى يصل إلى خيبر.
وكان من هؤلاء الأدلاء الذين اختارهم النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - حسيل بن خارجة وعبد الله بن نعيم، وكلاهما من قبيلة أشجع النجدية التي يرتاد رجالها دائمًا في الجاهلية منطقة خيبر.
[طريق الجيش إلى خيبر]
تقع خيبر (كما قلنا) شمال شرقي المدينة، أما الطريق التي سلكها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر، فقد ذكر المؤرخون (١) خرج بجيشه من المدينة فسلك ثنية
(١) انظر سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٣٠ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٥٨ ومغازى الواقدي (تحقيق الدكتور مارسدن جونس) ج ٢ ص ٦٣٨ وما بعدها.