للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت قد علمت هذه المرأة العنيدة أن جبير بن مطعم (١) قد وعد عبده وحشيًّا العتق إن هو قتل حمزة، فكانت كلما مرت بهذا العبد الحبشي تشجعه ليفي بوعده لسيده جبير، وتوعده المكافأة السخية إن هو تمكن من قتل حمزة.

ك بد حمزة تقضمها هند

فلما انتهت المعركة جاء العبد وحشي إلى هند بنت عتبة (بعد اغتيال سيد الشهداء حمزة) وقال لها:

ماذا لي إن قتلت قاتل أبيك؟ ؟ .

فقالت سلبي ...

فأكد لها بأنه قد اغتال حمزة.

فأعطته ثيابها وحليها، ووعدته أنها إذا وصلت مكة ستدفع له مكافأة نقدية ذهبية كبيرة، ثم قادها العبد القاتل المغتال، إلى حيث صرع أسد الله وأسد رسوله، فعمدت (في وحشية وقسوة) إلى بطن حمزة فبقرتها ثم انتزعت كبده وأخذت تتشفى بالنظر إليها والدم ينساب من بين أصابعها التي أرعشها الغيظ الجاهلي والحنق الوثني، وكانت هند نذرت (في الجاهلية) إن قدرت على حمزة لتأكلن من كبده، ولذلك قضمتها وأخذت تلوكها لتبتلعها ولكنها لم تستسغها فلفظتها (٢).

ويقول بعض المؤرخين إن هندا انتزعت أحشاء الشهيد حمزة وجعلت


(١) تقدمت ترجمته في أول هذا الكتاب.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>