للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقداد بن عمرو يتكلم]

وقام المقداد بن عمرو الكندي (١) فقال: يا رسول الله، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، والله يا رسول الله لو سرت إلى برك الغماد لسرنا معك ما بقى منا رجل.

وتكلم سيد الأوس (أسيد بن الحُضَير) وقال قريبًا من قول أبي بكر الصديق.

وبعد هذا التشاور تبيَّن أن جميع المسلمين موافقون على المضيِّ نحو غايتهم وهي زيارة البيت العتيق، وأَنهم مستعدون للصدام إذا ما ألجأَتهم قريش إلى ذلك بإصرارها على منعهم من دخول الحرم.

[مشادة بين الصديق وابن ورقاء]

وإلى وادي عسفان خضر حليف المسلمين سيد خزاعة (بُدَيل بن ورقاء) وعلى مسمع من الناس قال: يا محمد لقد اغترت بقتال قومك جلابيب العرب (٢)، والله ما أَرى معك أحدًا له وجه، مع أَني أَراكم قومًا لا سلاح معكم، فجرت (لهذا القول) بينه وبين أبي بكر الصديق مشادة كلامية أغلظ له فيها القول أَبو بكر الصديق، وأَسمعه ما يكره ظنًّا منه أنه متحيز لقريش.

غير أن بديلا أعلن بأن لا باعث لمقاله إلا الإخلاص لحليفه النبي وأصحابه حيث قال مجيبًا علي مقالة أبي بكر الصدَّيق: أَما والله لولا


(١) انظر ترجمة المقداد في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).
(٢) الجلابيب: جمع جلباب، وهو الإزاء والرداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>