للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدٌ لك عندي لأَجبتك فوالله ما أنهم أنا ولا قومي، ألا أكون أحب أن يظهر محمد، إني رأَيت قريشًا مقاتلتك عن ذراريها وأموالها، قد خرجوا إلى بلدح، فضربوا الأَبينة، معهم العوذ المطافيل (١)، ورادفوا على الطعام يطعمون الجزر من جاءهم، يتقوون بهم على حربكم، فَرِ رأيك.

وعندما تبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - نبأ شطط قريش وتصلفها وطغيانها - وإصرارها (هكذا) على منعه من زيارة البيت (بغيًا وعدوانًا) قال مبديًا أَسفه الشديد لهذا التصرف الجاهلي الأَحمق:

(يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب، فإن هم أَصابوني كان الذي أرادوا، وإن أَظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، ثم أعلن - صلى الله عليه وسلم - تصميمه على المضي في نشر رسالته مهما كانت فعالية القوة إلى تحاول الوقوف في وجهها لصد تيارها قائلا:

فوالله لا أَزال أَجاهد على الذي بعثني الله به، حتى يظهره الله أَو تنفرد هذه السالفة.

ثم تبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من عيونه (رجال استخباراته): أن أَساطين الكفر في مكة قد خرجوا بقرارهم المتهور من حيز القول إلى حيز الفعل فحشدوا كل ما لديهم من قوة وعسكروا بها في وادي بلدح .. وأنهم قد استنفروا حلفاءهم من ثقيف بقيادة عروة بن مسعود، وحلفاءُهم من


(١) العوذ (بضم العين): جمع عائذ وهي الإبل الحديثة النتاج؛ والمطافيل: جمع مطفل وهي التي لها طفل، يريد أنهم صمموا على صده عن الحرم إلى درجة إخراج النساء والصبيان معهم لملاقاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>