للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحرب، فقاتلهم يومًا واحدًا فقط، شرعوا بعده في المفاوضة وطلبوا المصالحة، فصالحهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقامهم على أرضهم وأموالهم وذراريهم كما أقام أهل خيبر بعد فتحها (١)، فعاشوا في ظل الإسلام آمنين مطمئنين على أموالهم وأنفسهم أحرارًا في دينهم.

[يهود تيماء]

أما تيماء (وهي تقع في أقصى الشمال الغربي من جزيرة العرب) فقد كانت من المواضع القديمة التي حل بها اليهود قبل الإسلام، وتاريخ يهودها (أيضًا) خامل الذكر قبل الإسلام وبعده، إلا أن تاريخهم في هذه المنطقة (قبل الإسلام) قد تردد ذكره أكثر من تاريخ يهود وادي القرى وغيره من النقاط المبعثرة شمالي المدينة.

وذلك بسبب الشاعر اليهودى الشهير (السموأل بن عاديا) صاحب الحصن المشهور والذي ردد الإخباريون ذكره في تاريخ ما قبل الإسلام، ونسبوا إليه الشعر الجزل والوفاء بالعهد إلى درجة ضحى معها بأحد أبنائه مقابل وفائه لامرئ القيس الكندى الذي أبي أن يخفر ذمته كما هو مفصل في أمهات التاريخ وليس هذا محل تفصيله.

ولولا هذا اليهودى الشاعر (السموأل) لما احتفظ التاريخ ليهود تيماء قبل الإسلام بشيء يذكر.

أما تاريخ يهود تيماء بعد الإسلام، فليس فيه أكثر من أنهم كانوا مسالمين لم يثيروا حربًا ضد المسلمين ولم يفكروا في ذلك، بل بمجرد


(١) انظر فتوح البلدان للبلاذرى ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>