هم وفروخهم من المحسوبين على الإسلام حينما يتشدقون بطعونهم في حكم الإعدام الصادر بحق ثمانمائة بهہودي ارتكبوا الخيانة العظمي، ويصفونه بأنه حكم وحشي لا يتفق مع روح القرن العشرين المتمدنة، وهم يعلمون أن أسيادهم (ومن يعتبرون في الذروة من مدنية القرن العشرين) قد حصدوا أرواح مئات الآلاف من غير المحاربين من الشيوخ والنساء والأطفال عن قصد وتخطيط وسابق إصرار؟ .
[خرافة مدنية القرن العشرين]
وأية مدنية القرن العشرين هذه التي يتبجح هؤلاء المتعصبون وفروخهم بسموّها وعلوّ روحها، ويجعلون منها مقياسًا للعدل والرحمة والتمدن، وبمعيارها يصدرون حكمهم بالقسوة والوحشية والهمجية على قرار حكم الإعدام الذي صدر ونُفذ في حق يهود بني قريظة.
أهى هذه المدنية التي (كما رأينا ورأى العالم) سمح أقطابها وحمامها وسدانتها لأنفسهم أن يمسحوا من الوجود بسلاح وحشي رهيب مئات الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال العزل؟ ؟ .
أهي هذه المدنية الي سماح حماتها وسدانتها لطياريهم (في الحرب العالمية الثانية) أن يقتلوا تحت الأنقاض في ليلة واحدة أربعين ألف إنسان من المدنيين العزل (١)؟ . الخ.
(١) عند ما كنت في زيارة لألمانيا الغربية عام ١٣٨٢ هـ - ١٩٦٢ م، زرت مدينة همبورج الشهيرة وعندما كنا نتجول في أحد الأحياء الشهيرة من هذه المدينة قال لنا الدليل المرافق: إنه في ليلة واحدة قتل من أهل هذه المدينة أربعون ألف بفعل الغارات =