وأثناء تفقد القتلى، بحث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عمه حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن وادي قناة قد مثل به المشركون أشنع تمثيل، حيث فتحت بطنه وانتزعت كبده من بين جنبيه للتشفي.
فكان منظرًا مريعًا لم يكن أوجع منه لقلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (كما صرح هو بذلك).
فقد كان حمزة رضي الله عنه عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخاه في الرضاعة وكان فوق ذلك كله رجلا يعد بالآلاف في المعارك، وكان مثلًا عاليًا للشهامة والنجدة والنبل، وكان عضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما يستعر لهيب الحرب، فكان الإسلام (يوم مقتل حمزة) في أمس الحاجة إلى أمثاله من القادة الشجعان، لأن الأخطار العسكرية كانت تكتنف الدعوة الإسلامية الناشئة من كل جانب.
فكان مصرع حمزة (بحق) يوم ذاك خسارة عسكرية فادحة بالنسبة للمسلمين، ولم ينل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحزن مثل ما ناله يوم أن وقف على جثمان عمه البطل الشهيد.
قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني يلتمس حمزة بن عبد المطلب فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده، ومثل به فجدع أنفه وأذناه.