للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تواضع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لله يوم الفتح]

وعندما رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما من الله عليه به من الفتح العظيم أحنى رأسه وهو على ناقته القصوى حتى كاد يلامس الرحل تواضعًا لله تعالى.

قال ابن إسحاق: وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتجرًا بشقة برد حبرة حمراء، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليضع رأسه تواضعًا لله حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى أن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل (١).

[الرسول يتلو سورة الفتح وهو يدخل مكة]

وفي كتب الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان - وهو يتحرك بجيشه داخل مكة - يتلو سورة الفتح. فقد روى البخاري في صحيحه. عن عبد الله بن مغفل (٢) أنه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة الفتح يرجّع. وقال لولا أن يجتمع الناس حولى لرجعت كما رجع.

[الرسول يدخل مكة غير محرم]

والثابت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة يوم الفتح وهو غير محرم (٣)، كما أن أحدًا من أصحابه لم يكن محرمًا. إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - اغتسل عندما أراد دخولها (٤).

ودخل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكة على ناقته القصواء مردفًا خلفه مولاه أسامة بن زيد وهو يقول: اللهم إن العيش عيش الآخرة (٥).


(١) سيرة ابن هشام ج ٤ ص ٤٨.
(٢) تقدمت ترجمة عبد الله بن مغفل فيما مضى من هذا الكتاب.
(٣) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٩٢.
(٤) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٣١ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٩ وقال ابن برهان الدين: واستدل بذلك على استحباب الغسل لداخل مكة حتى وإن كان غير محرم.
(٥) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>