والنضر هذا، هو الذي قالت ابنته قتيلة فيه تلك الأَبيات. المشهورة التي تعد من أروع الشعر المؤثر:
يا راكبًا إن الأَثيل مظنة ... من صبح خامسة وأَنت موفق
أبلغ بها ميتًا بأَن تحية ... ما أَن تزال به النجائب تخفق
منى إليك وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخري تخنق
هل يسمعني النضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أَمحمد يا خير ضنء كريمة ... في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو منَنْت وربما ... منَّ الفتى وهو المغيض المحنق
أَو كنت قابل فداية فلينفقن ... بأَعز ما يغلو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أَسرت قرابة ... وأَحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أَبيه تنوشه ... لله أَرحام هنالك تشقق
صبرًا يقاد إلى المنية متعبًا ... رسف القيود وهو عان موثق
ويقول بعض الرواة إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه هذا الشعر الجزل تأثر وقال، لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه، وتفيد رواية ابن هشام عدم صحة هذه الرواية، وهو المعقول لأن الرسول لم يأْمر بقتله إلا وهو مستحق، فلا تكون أَبيات من الشعر مغيرة لحكم مشروع.
[قتل عقبة بن أبي معيط]
ولما وصل - صلى الله عليه وسلم - إلى عرق الظبية أمر بقتل عقبة بن أبي معيط،