للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تخبرك، قالت: فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريرة فقال: أي بريرة، هل رأيت فيها شيئًا يربيك؟

فقالت: لا والذي بعثك بالحق نبيًّا إن رأيت (أي ما رأيت) منها أمرًا أغمصه (١) عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن (٢) فتأكله.

[النبي يطلب كف أذى رأس النفاق]

قالت: فقام رسول الله من يومه، واستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول "كبير مجرمى الإفك والناشرين له "فقال - وهو على المنبر: - (من يعذرنى من رجل بلغني أذاه في أهلى؟ فوالله، ماعلمت على أهلى إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ماعلمت عليه إلا خيرًا وما كان يدخل على أهلى إلا معى).

قالت: فقام سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه. إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك.

فقام سعد بن عبادة - رضي الله عنه - وهو سيد الخزرج، وكان رجلا صالحًا ولكن أخذته الحمية، فقال: لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن حضير (٣) - وهو


(١) أغمصه: أعيبه.
(٢) الداجن: الشاة في البيت.
(٣) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>