وسارعوا إلى القتال، حيث خرج من حصونهم أحد فرسانهم وطلب المبارزة، فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله، ثم برز فارس آخر، فخرج إليه الزبير أيضًا فقتله، صم برز يهودى آخر فبرز له علي بن أبي طالب فقتله، ثم فارسان آخران فبرز لهما أبو دجانة فقتلهما الواحد بعد الآخر، وظلت المبارزة مستمرة حتى قتل من اليهود أحد عشر رجلًا، كلما قتل رجل منهم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بقى منهم إلى الإسلام.
وقد استمر القتال بين المسلمين واليهود في الوادي طوال اليوم حتى المساء، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كلما حضرته الصلاة صلى بأصحابه، وبعد كل صلاة يمرر توجيه الدعوة إلى اليهود للدخول في الإِسلام، ولكنهم يرفضون ويستمرون في القتال.
[استسلام اليهود]
وفي اليوم التالي شن المسلمون على اليهود هجومًا عامًا كاسحًا، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعلن اليهود الاستسلام وأعطوا بأيديهم إلى المسلمين، فتمَّ فتح وادي القرى عنوة، فغنمه المسلمون بأكمله.
[إبقاء اليهود في وادي القرى]
وقد عامل النبي - صلى الله عليه وسلم - يهود وادي القرى كما عامل يهود خيبر المغلوبين، إلا أنه لم يقتل أحدًا من أهل وادي القرى بعد الاستسلام.
وقد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - ليهود وادي القرى بالبقاء في الوادي وترك النخل والأرض بأيديهم على أن يقوموا برعايتها واستصلاحها وزراعتها مقابل أن يأخذوا نصف المحصول منها (تمامًا) كما فعل مع يهود خيبر. وقد أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادى القرى أربعة أيام فقط.
ولم أر أحدًا من المؤرخين ذكر أن المسلمين سبوا أحدًا من نساء وذرارى يهود وادي القرى، ويظهر أنهم ظفروا بالعفو كما ظفر يهود الشطر الثاني من خيبر.
وباستسلام يهود وادي القرى تمّ القضاء على أقوى جيب من جوب