(٢) دومة الجندل (بفتح الدال وسكون الواو وفتح الجيم وسكون النون وفتح الدال) منطقة تاريخة شهيرة منذ أقدم العصور، وقد كان لها ذكر في حروب ما قبل الميلاد وبعده وقد فرضت الملكة الزباء الحصار على قلعتها في أواخر القرن الثالث الميلادي فاستعصت عليها، ودومة الجندل تقع شرقي تبوك وهي أقرب إلى الحدود العراقية، وقد ظل عياض بن غنم القائد القرشي الفهرى المشهور محاصرًا لها حوالي سنة كاملة، فاستعصت عليه في عهد الخليفة الصديق، ولم يستطع اقتحامها إلا بمساندة خالد بن الوليد الذي جاء من الحيرة في أواخر سنة ١٢ هـ .. ويؤكد ياقوت في معجم البلدان العهد السحيق الذي بنيت فيه دومة الجندل، وهو عهد أحد أبناء نبي الله إسماعيل صلى الله عليه وسلم، فقد قال ياقوت: سميت (أي دومة الجندل) بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم، وقال الزجاجى: دومان بن إسماعيل، قال: ولما كثر ولد إسماعيل - عليه السلام - بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة، وبنى به حصنًا، فقيل دوماء ونسب إليه الحصن، وقال أبو سعيد: دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، قال: ومن قبل مغربه عين تثج فتسقى ما به من النخل والزرع، وحصنها مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنى بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني: دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلى طئ، كانت به بنو كنانة من كلب، قال: ودومة من القريات، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال، والقريات دومة وسكاكة وذو القارة، ثم قال ياقوت: فأما دومة فعليها مور يتحصن به، وفي داخل السور حصن منيع يقال: مارد، وهو حصن أكيدر بن عبد الملك بن عبد الحى بن أعيان بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلحة بن سكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير (وهو كندة) السكوني الكندى.