للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مؤتمر الروحاء]

وكان أبو سفيان قد توقف بجيشه وعسكر به في الروحاء (١) وهو مكان لا يبعد كثيرًا عن حمراء الأسد، ويظهر أن بعض القادة في جيش مكة وجهوا اللوم إلى القائد العام أبي سفيان بن حرب، لعدم هجومه على المدينة ساعة انسحابه من أحد، ومسارعته بالانسحاب من الميدان قبل أن يقضي على جيش المدينة ويستأصل شأفته، وطلبوا منه (في إلحاح) بأن يسارع بالعودة لمهاجمة المسلمين في المدينة، حتى إن بعضهم قال (موجهًا) اللوم لأبي سفيان.

لا محمدًا قتلتم ولا الكواعب أردفتم (يعني السبايا) بئس ما صنعتم، إنكم قتلتموهم حتى لم يبق إلا الشريد تركتموه، ارجعوا فاستأصلوهم قبل أن يجدوا قوة وشوكة (٢).

هذا الكلام وجهه البعض إلى أبي سفيان في المؤتمر الذي عقده قادة جيش مكة في فج الروحاء لمناقشة اقتراح بعض القادة الذين دعوا إلي أن يعود جيش مكة من الروحاء لمهاجمة المدينة.

وبالرغم من أن أكثر القادة في الجيش المكي كانوا يحبذون هذا الرأي فإن الزعيم (صفوان بن أمية الجمحي) (٣).


= بايعوا تحت الشجرة، كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، روى له أصحاب الحديث ١٤ حديثًا، توفي سنة ٤٥ هـ.
(١) الروحاء فج واسع يقع على بعد ثلاثين ميلا من المدينة.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٤٩.
(٣) صفوان هذا أسلم وصار من خيار الصحابة وقد تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>