وأنا في المجلس إلا غُشى على فزاده ذلك عند عمر خيرًا.
وكان خبيب رضي الله عنه وأرضاه هو قائل ذلك البيت الذي أصبح مثلا سائرًا:
فلست أُبالى حين أقتل مسلمًا ... على أي جنب كان في الله مصرعى
[سرور اليهود والمنافقين بالنكبة]
ولقد اغتبط اليهود والمنافقون بما أصاب البعثة الإسلامية على أيدى هذيل، فصاروا يتهكمون عليهم ويسخرون منهم فكانوا، يقولون في هؤلاء الشهداء الأبرار (على سبيل التشفى) .. يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم.
فأنزل الله تعالى في ذلك من قول المنافقين {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (١).
[٣ - غزوة بنى النضير .. (ربيع الأول سنة أربع من الهجرة)]
أما الحملة العسكرية الثالثة التي قام بها المسلمون بعد معركة أحد وقبل غزوة الأحزاب، فهي الحملة التي جردها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، للتخلص من