رأس الفريق من القادة المتحمسين للصدام الفورى مع العدو دون استطلاع رأى القيادة العليا في المدينة أو حتى انتظار المدد منها.
لأن هذا الفريق يرى أن الرومان وحلفاءهم ومرتزقتهم (وقد أصبحوا على مقربة منهم) لن يتركوا المسلمين حتى يتصلوا بالمدينة. بل سيهاجمونهم بأسرع ما يمكن. لا سيما وأن الجيش الإسلامي قد أصبح متوغلا مسافة أكثر من خمسين ميلًا داخل الشام. التي يعتبرها الرومان إحدى ممتلكات إمبراطوريتهم العظيمة التي ترى نفسها أقوى دولة في العالم.
وكان المنطق (من الناحية العسكرية) إلى جانب الفريق الثاني. لأن جيش الإسلام وقد أصبح على مسافة قريبة من. مكان تجمع الجيوش الرومانية- يحتم عليه الظرف العسكري الخطير القائم القيام بأحد أمرين لا ثالث لهما.
إما التراجع والعودة إلى جزيرة العرب دون أن يلقى المسلمون عدوهم .. وهذا ما لا يمكن فعله أبدًا لأنه ليس في تعليمات القائد الأعلى النبي شيء يمكن الاستناد إليه لتبرير هذا التراجع.
وإما الصدام الفورى مع الرومان الذين إن لم يسارع المسلمون إلى مصادمتهم سيقومون "هم" بالهجوم على المسلمين حيث توقفوا في مدينة معان.
[اتفاق أركان الجيش على مصادمة الرومان]
وبعد نقاش وبحث ومداولة بين هيئة أركان حرب الجيش استمرت في معان يومين كاملين. مالت الأكثرية من هيئة الأركان إلى الأخذ بالرأى الداعى إلى الصدام الفورى دونما الرجوع إلى المدينة لتلقى التعليمات منها من جديد.
وكان لموقف النائب الثاق للقائد العام "عبد الله بن رواحة الأنصاري" الأثر الأكبر في اتخاذ هيئة أركان الجيش قرارًا حاسمًا إجماعيًا. بمصادمة الجيوش الرومانية صداما فوريا ودونما أيّ تردد.