فقد كان ذلك المكان هو أصلح مكان يجب أن يعسكر فيه من يريد الدفاع عن المدينة لأنه الناحية الوحيدة المكشوفة التي لا بد لأى غاز يريد احتلال المدينة من أن يتجه إليها.
لأن الجهات الأخرى من أطراف المدينة محاطة بأشجار النخيل والزروع الكثيفة الأخرى، والأبنية المتشابكة والحواجز الطبيعية الصعبة التي لا تسمح لقوات الأحزاب الكبيرة أن تقوم بإجراء أي قتال على نطاق واسع كما تريد، الأمر الذي يجعل قادة الأحزاب لا يفكرون في ارتياد تلك الجهات للهجوم على المدينة منها.
فالناحية الوحيدة الصالحة للقتال على أوسع نطاق (كما يريد قادة الأحزاب) هي الناحية الشمالية للمدينة حيث المسالك الواسعة والميادين الفسيحة، دونما حواحز طبيعية تذكر، وهذه الناحية هي التي قررت القيادة الإسلامية حفر الخندق فيها بصفة رئيسية.
[كيف وأين حفر الخندق؟]
لقد كانت الخارطة التي وضعت (على أساس مشروع سلمان الفارسى) لحفر الخندق تقضى بحفر خندق رئيسى يمتد من الطرف الغربي لجبل (سلع) حتى طرف (حرة الوبرة) المطبقة على المدينة من الناحية الغربية، على أن يمر هذا الخندق بشكل قوس في الطرف الشرقي للحرة المذكورة، ثم يمتد على خط (شبه مستقيم) أمام جبل سلع متجهًا نحو الشرق حتى أطراف (حرة واقم) المطبقة على المدينة من الناحية