للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليسوا مع المسلمين إلا إذا تأكد لديهم أن في ذلك مغنمًا دون التعرض لأى مغرم، وهذه هي صفات النفعيين الانتهازيين الذين تأتى فئة الباطنيين من المنافقين هؤلاء في مقدمتهم.

ولذلك كان منع النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم من الانخراط في سلك الجيش الزاحف على خيبر إلا من كان راغبًا في الجهاد الصادق، ولن يكون هناك دليل على صدقه سوى موافقته على أن لاحظ له في الغنيمة إذا ما اشترك في قتال اليهود في خيبر. . كما أبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء المخلفين صراحة - كان منعه - صلى الله عليه وسلم - لهم بمثابة لوم لهم على تخلفهم عنه عام الحديبية، وفي الوقت نفسه كان اختبارًا لمن يمكن أن يكون الله تعالى قد أصلحه.

إلا أنه (فيما وصل إلى علمنا) لم يثبت أن أحدًا من هؤلاء المخلفين قَبلَ إسقاط حقه في الغنيمة وانخرط في الجيش النبوى مخلصًا الجهاد لله سبحانه وتعالى. . ولذلك فإنه لم يشهد معارك خيبر سوى أصحاب الشجرة ممن حضروا صلح الحديبية وعددهم ألف وأربعمائة.

[النساء في الجيش]

إلا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سمح لعشرين امرأة من نساء الصحابة بالخروج مع الجيش لمساعدة المحاربين في الإسعاف وإغاثة الجرحى بالماء والطعام أثناء القتال وما شابه ذلك، وكان من بين هؤلاء النسوة صفية عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأم سُليم وأم عطية الأنصارية وأم عمارة.

فقد روى عن إحداهن أنها قالت: قلت: يا رسول الله إن نسوة قد أردن الخروج معك نعين المسلمين ما استطعنا فقال: على بركة الله (١).

وهؤلاء النسوة (بالتأكيد) لسن كلهن ممن حضر الحديبية، إلا أنه لا يكن اعتبارهن في عداد المخلفين، لأن الأمر بمصاحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تلك الرحلة لا يتناولهن وإنما يتناول الرجال فقط، ولهذا لا يمكن اعتبارهن من المخلفين. . لذلك لم يمانع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أن يكن معه في غزوة خيبر وفي هذه الغزوة خرج معه من نسائه زوجته أم سلمة (٢).


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٨١.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>