للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التهديد باقتحام حصون اليهود]

ومع شدة الجزع والإنهيار الكلى الذي عم حملة السلاح من اليهود فقد ظلوا يماطلون في التسليم في انتظار معجزة خارقة تتدخل لإنقاذهم من وحل الورطة الخانقة، ولكن هيهات، فالمسلمون لما رأوا مماطلة اليهود في التسليم -مع الانهيار الذي لاحظوه عليهم- عليهم- أرهبوهم إرهابًا شديدًا إذ أعلنوا أنهم سيقتحمون الحصون ويفتحونها بحد السيف.

لقد كان المسلمون (دونما شك) يفضلون أن يتم استسلام بني قريظة دونما قتال، ولهذا ظلوا (على ما هم فيه من تعب وجوع) يحاصرونهم أكثر من عشرين ليلة.

ولكنهم لما رأوا مماطلتهم في الاستسلام، ورأوا أن بقاء القوات الإسلامية مرابطة في العراء هكذا حول الحصون في ذلك البرد القارص مع قلة المواد الضرورية، (مما يعود بالضرر الكبير على القوات الإسلامية المحاصرة وقد يعود بالفائدة على اليهود) قرروا اقتحام الحصون المغلقة وفتحها مهما كان الثمن.

فقد صاح على أبي طالب -حامل لواء الجيش- وابن عمته الزبير بن العوام، صاح .. والله لأذوقن ما ذاق حمزة ولأفتحن حصنهم (١).

[إستسلام اليهود وانتهاء الحصار]

وبعد هذا الإنذار الذي سمعه اليهود من حامل لواء


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>