وبالرغم من أن خزاعة في جمهورها صديقة للمسلمين أَو بالأَحرى علل غير عداءٍ معاهم، فإنها لم تكن عدوة القريش كذالك.
أما بنو بكر (من كنانة) فقد كانوا أعداء محاربين تقليديين لقريش، ولكن يظهر أن عداوة الفريقين الإسلام قد جعلتهما يجمدان نزاعاتهما المسلحة، بدليل اشتراك فصيلة من قبائل كنانة في معركة أُحد إلى جانب قريش بقيادة الحُليس بن زبّان الكناني، وبدليل وجود عدة كتائب من كنانة أيضًا في التجمع القرشي المسلح أثناء أزمة الحديبية، بقيادة الحُليس بن زبان أيضًا.
[خزاعة في عهد المسلمين؛ وكنانة في عهد قريش]
ولهذا لم يكن مفاجاة أن تداخل بنو بكر بن كنانة في عهد قريش ويدخل بنو خزاعة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويظهر أن بني بكر وخراعة، كلًّا منهما يعتبر نفسه ذا علاقة بالمفاوضات التي كانت جارية بين المسلمين والقرشيين في الحديبية.
ولذلك كان هناك في الحديبية مندبون من كل من خراعة وبني بكر حاضرين أثناء المفاوضة الجارية بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وقريش، كمراقبين فقط.
ويظهر أن هؤلاء المندوبين المراقبين ... البكريين والخزاعيين، قد كان لديهہم التفويض الكامل كلٌّ من قبيلتہهـ، ليتخذ الإِجراءَ الذي يراه مناسبًا حيال نتائج المفاوضات الدائرة بصفة رئيسية بين قريش والمسلمين.