وهكذا أعطي الإسلام هؤلاء الذين كانوا أرقَّاء حق القيادة على الأحرار من سادات العرب، فيطيع هؤلاء السادة فرحين مسرورين.
[العبيد ومنصب الخلافة]
بل إن الإسلام وصل في تحرير الرقيق وإكرامه إلى أن قال (على لسان حامل رسالته - صلى الله عليه وسلم -) ... "اسمعوا وأطيعوا ولو استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة، ما أقام فيكم كتاب الله تبارك وتعالى"(١).
وهذا يعني أن الإسلام قد جعل العبد المملوك مرشحًا لأن يكون خليفة للمسلمين، إذا كان لديه من المؤهلات والكفاءات ما يجعله أهلًا لذلك "ما أقام فيكم كتاب الله تبارك وتعالى". واستنادًا إلى هذا المبدأ الذي وضعه هذا الحديث الصحيح، قال عمر بن الخطاب (وهو يفكر فيمن يستخلف) .. "لو كان سالمًا مولى أبي حذيفة حيًّا لولَّيته".
[كلمة إلى المنصفين]
إن الإنسان المنصف المتجرد عن الهوى يدرك بكل وضوح من خلال هذه التشريعات والتوصيات التي جاء بها الإسلام لصالح الرقيق - أن هذا الدين لم تكن له أية رغبة في أن يستعبد الناس