للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجال من المسلمين غابوا عن القتال. قال الواقدي: وكانت خيبر لأهل الحديبية من شهدها منهم أو غاب عنها. قال الله عزَّ وجلَّ: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} (١) يعني خيبر، وقد تخلّف عنها رجال (مرّى بن سنان وأيمن بن عبيد وسبَّاع بن عرفطة الغفاري وجابر بن عبد الله وغيرهم ومات منهم رجلان فأسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن تخلّف منهم ومن مات، وأسهم لرسل كانوا يختلفون إلى أهل فدك (محيصة بن مسعود الحارثي وغيره)، وأسهم لثلاثة مرضى لم يحضروا القتال (سويد بن النعمان وعبد الله بن سعد بن خيثمة ورجل من بني خطامه .. )، وأسهم للقتلى الذين قتلوا من المسلمين.

[إشراك عشرة من اليهود في العنيمة]

وذكر المؤرخون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا بعشرة من يهود المدينة إلى خيبر فكانوا معه في الجيش، وعند تقسيم الغنيمة أسهم لهم كسهمان المسلمين، وكان معهم مملوكون منهم عمير أبو اللحم، قال عمير: ولم يسهم لي وأعطانى خرثى متاع (٢).

غطفان تنجد اليهود ولكن؟ :

كنا ذكرنا في الفصل الثالث من هذا الكتاب أن عيينة بن حصن الفزاري قائد غطفان قد رفض نصيحة الحارث بن عوف المرّى وأبي إلا أن يظاهر اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم -. ويسارع إلى مدّهم بقوات كثيفة من غطفان، فقد تحرّك من جديد نحو خيبر بحوالى أربعة آلاف مقاتل، وهي التي عادت إلى ديارها بعد أن قطعت مرحلة نحو خيبر وذلك على أثر ما سمعت من أن قوات للمسلمين قد أخلفتها في ديارها، قبل نشوب معركة خيبر بقليل.

غير أن قوات غطفان وصلت إلى خيبر بعد فوات الأوان، حيث لم تصل إلا بعد أن وجدت النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استولى على خيبر كلها، ولم يعد بها من اليهود من يحمل السلاح، حيث استسلموا جميعًا لقوات المسلمين.


(١) سورة الفتح الآية ٢٠.
(٢) زاد المعاد ج ٢ ص ٣٣٨ ومغازى الواقدي ج ٢ ص ٦٧٥ و ٦٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>