للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مالك قد أصدر أمره (كما هي خطته للحرب) إلى جميع الفصائل المشتركة من هوازن في جيشه بأن يحملوا معهم أبناءهم ونساءهم وأموالهم.

لقد كان منظرًا مهيبًا حقًّا عشرين ألف مقاتل يصاحبهم على (أقل تقدير) ثلاثة أضعافهم من النساء والشيوخ والأطفال أي أن هوازن تحركت في اتجاه مكة بحوالى ثمانين ألف إنسان معهم من الإِبل أربعة وعشرين ألف بعير (١) وعدد لا يحصى من عشرات الألوف من الغنم.

[وادي أوطاس مركز تجمع هوازن الرئيسى]

وكان مكان التجمع النهائى لعشائر هوازن المشتركة في الحشد هو وادي أوطاس، وهو أحد أودية حنين الرئيسية الواقعة شرقي مكة والتي تصب في وادي حنين بين الشرائع والزيمة وجبال كرا وبنى مالك الواقعة جنوب شرقي مكة والتي من ناحيتها جاءت قبائل ثقيف (أحد بطون هوازن الشهيرة) والتقت في (أوطاس) بملك هوازن وقائدها العام مالك بن عوف النصرى. وبها اكتمل حشد جيش هوازن عشرين ألف مقاتل.

لقد كانت القوة الرئيسية من هوازن، تحركت من الشرق حتى عسكرت بأوطاس بقيادة مالك، وفي أوطاس توالت الإِمدادات من مختلف القبائل البعيدة عن مكان الحشد الرئيسى بديار هوازن شرقي الحجاز.

قال الواقدي: واجتمع الناس في أوطاس فعسكروا، وأقاموا به، وجعلت الإمدادات تأتيهم من كل ناحية.

[دريد بن الصمة في جيش هوازن]

كان دريد بن الصمة (أحد بني جشم بن بكر بن معاوية بن هوازن محاربا شهيرًا وسيدًا من سادات هوازن، ولكنه عند الحشد لمعركة حنين كان قد بلغ من العمر مائة وستين سنة. فلم تعد به قدرة على القتال، حيث كان مقعدًا يُحمل في الهودج أو على أكتاف الرجال لعدم قدرته على المشي. فضلًا عن القتال.


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٤٣ تحقيق الدكتور مارسدن جونس (طبعة أكسفورد).

<<  <  ج: ص:  >  >>