وجعل الخيل في مقدمة الجيش، أسلوب يتبعه النبي - صلى الله عليه وسلم - دائمًا في حروبه عندما تكون لديه في الجيش خيل متوفرة، لأن الخيل في ذلك العصر أقوى سلاح في أي جيش على الإطلاق، وهو بمثابة سلاح المدرعات في هذا العصر.
[كيف عبأ قائد هوازن قواته في حنين]
أما قائد هوازن وملكها فقد كان شابًّا في عنفوان شبابه، وهو مالك بن عوف النصرى الذي كان يقود عشرين ألفًا من هوازن يقابلهم (فقط) في الجانب الإسلامي إثنا عشر ألف مقاتل.
كان مالك رغم صغر سنه (وكما دل أسلوبه في تعبئة جيشه) محاربًا ممتازًا من الدرجة الأولى، وكان خبيرًا عسكريًا ومحنكًا في رسم الخطط للمعارك ووضع الكمائن، بالإضافة إلى الشجاعة المتناهية التي بلغت حد التهور .. وكان مع كل هذا يتمتع بسلطات مطلقة على جميع عشائر هوازن، لأنه كان بمنزلة الملك بينهم توَّجوه واعترفوا بسلطانه المطلق.
لقد كانت خطة مالك بن عوف التي رسمها للمعركة خطة محكمة دقيقة أكسبته الجولة الأولى في أول الصدام، حيث أنزلَ بالمسلمين هزيمة منكرة، مزقت كتائبهم، وجعلت بعضهم يدوس بعضًا وهم يفرّون من الشعاب عند طلوع الفجر في اتجاه مكة لا يلوون على شيء، وكادت تكون النهاية المفجعة للجيش الإِسلامي، لولا أن ثبت الله الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - ونفرًا قليلًا من خلصاء أصحابه، استبسلوا وثبتوا حول نبيهم وأهابوا بالمنهزمين أن يعودوا إلى ساحة الوغى، فعادوا وجالدوا المشركين أعنف مجالدة وقاتلوهم أشرس قتال بقيادة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - حتى دارت الدائرة على الكفار ونزلت بهم الهزيمة الساحقة. وكتب الله النصر المؤزر للمسلمين.
أما أسلوب القائد مالك بن عوف في تنظيم جيشه وتعبئته وإعداده للمعركة فقد كان كما يلي:
١ - رفع الروح المعنوية بين جنده
فقد وقف مالك خطيبًا في هوازن مشيدًا بهم ولافتًا نظرهم إلى أن يثقوا