بأنفسهم لأنهم أكثر عددًا من المسلمين، وأقدر (بزعمه) على الصبر والثبات منهم.
فمما قاله في خطابه لهوازن: إن محمدًا لم يقاتل قط قبل هذه المرة، وإنما كان يلقى قومًا أغمارًا لا علم لهم بالحرب فيُنصر عليهم.
٢ - حشد نساء هوازن وأطفالها وأموالها خلف الجيش
فقد أصدر مالك أوامره إلى جند هوازن بأن يجعلوا نساءهم وأطفالهم ومواشيهم وراء الصفوف قريبا من ميدان المعركة.
وهدف القائد مالك من هذا التصرف، أن يستبسل المحارب الهوازنى في القتال، لأنه من الصعب على المحارب أن يفكر في الفرار، فينجو بنفسه ويترك نساءه وولده وماله ليقعوا أسرى في أيدى أعدائه.
فكان مالك بذلك يقصد أن يدخل في نفوس المحاربين من جنده عنصرًا جديدًا من عناصر الثبات والصمود.
وكان دريد بن الصمة الجُشمى المحارب الشهير والشاعر المشهور، قد انتقد خطة القائد مالك هذه أثناء التحرك إلى حنين أشد الانتقاد، واعتبرها نوعًا من المغامرة، بل ضربًا من الانتحار، ونصح مالكًا بأن يعيد النظر في خطته هذه بأن يعيد النساء والأطفال والمواشى إلي رؤوس الجبال ويلقى المسلمين على متون الخيل. ولكن مالكًا أصرَّ فنفَّذَ خطته وصحب معه النساء والأطفال والمواشى حتى انتهت المعركة حيث وقعوا جميعًا في قبضة الجيش الإسلامي.
٣ - جرد السيوف وكسر الجفون
وكانت العرب ترى أن كسر جفون السيوف أبلغ في توطين النفس على الموت، وهو يعني عندهم عدم التراجع بل القتال. حتى النصر أو الموت، وذلك هو الذي قصد إليه القائد مالك بن عوف حين خاطب جنود هوازن وهو ينظمهم:(واكسروا جفون سيوفكم فتلقونه بعشرين ألف سيف مكسور الجفن).