للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المرأة التي قاتلت يوم أحد]

أما المرأة التي قاتلت (يوم أُحد) وناضلت عن رسول الله - ساعة الانتكاسة - نضالًا بلغ حد البطولة فهي أم عمارة نسيبة المازنية (١).

خرجت هذه المرأة الصالحة في بادئ الأمر تحمل الماء على ظهرها مع زوجها وابنيها إلى المعركة، ولنترك هذه السيدة الفاضلة لتروي لنا قصة قتالها في جانب النبي يوم أحد.

قالت أم سلمة بنت سعد بن الربيع دخلت على أم عمارة فقتلت لها أخبريني خبرك.

فقالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في أصحابه والريح للمسلمين. فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عنه بالقوس حتى خلصت الجراحة إلي، قالت (أي أم


(١) هي، أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو المازنية النجارية الأنصارية صحابية جليلة القدر عظيمة الهمة، من السابقين الأولين في الإسلام، كانت إحدى ثلاث نساء شهدن بيعة العقبة، كما شهدت بيعة الرضوان أيضًا، وذكر الواقدي أن زوج أم عمارة (عربة بن عمرو) ساعة إبرام معاهدة العقبة قال يا رسول الله هاتان امرأتان (أم عمارة وأم سبيع) حضرتا تبايعانك، فقال صلى الله عليه وسلم قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه إني لا أصافح النساء، شهدت أما عمارة أحدًا والحديبية وعمرة القضاء وحنينًا، وحضرت حرب اليمامة ضد مسيلمة الكذاب مع ابنها حبيب الذي استشهد يومذاك وقطعت يدها في حرب اليمامة، وكان الخليفة أبو بكر يكرمها أيام خلافته حيث كان يعودها ويسأل عن حالها، روت عن النبي أحاديث، وروى عنها ابنها عباد بن تميم والحارث بن عبد الله بن كعب، وعكرمة وليلى (مولاة لهم) كانت وفاتها رضي الله عنها سنة ١٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>