للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أَعلنت مكة ذلك على الجمهور , وهنا تجندت مكة بأْكملها للبحث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه , فانتشر فرسانها ومشاتها وقصَّاصوا الأَثر في الشعاب والوهاد والجبال والوديان يفتشون عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، رضي الله عنه، وكان التفتيش دقيقًا للغاية.

[يفتشون بيت الصديق]

وكان أَبو جهل أَشد زعماء مكة هياجًا وأَكثرهم امتلاء بالغيظ لنجاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من شر مؤامرتهم الخبيثة، فقد ذهب هذا الحاقد (في نفر من زعماء مكة) إلى بيت أَبي بكر الصديق لتفتيشه بحثًا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولما وقفوا على الباب خرجت إليهم أسماء بنت أَبي بكر الصديق، فقالوا لها:

أَين أَبوك يا ابنة أَبي بكر؟ فقالت لهم ... لا أَدري.

وهنا رفع أَبو جهل المجرم يده وكان (كما قال ابن إسحاق) فاحشًا خبيثًا، فلطم خدّها حتى سقط منه قرطها من شدة اللطمة.

[المطاردون على باب الغار]

واستمر التفتيش عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: وصاحبه الصديق ثلاثة أَيام متوالية، ولكن دونما جدوى، إذ لم يعثروا له على أَي أَثر، فقد ظل - صلى الله عليه وسلم - طيلة هذه الأَيام الثلاث مختفيًا مع صاحبه في الغار الذي لم تسلم منطقته من تفتيش قريش الدقيق، فقد وصل الطاردون في بحثهم إلى باب الغار الذي يمكن فيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه وكادوا يكتشفونهما لولا عناية الله سبحانه وتعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>