للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تحرير الرقيق غير المسلم]

ودعوة الإسلام إلى تحرير الرقيق والحض عليه، لا تقتصر على الأرقاء الذين دخلوا في الإسلام بعد استرقاقهم، بل إن هذه الدعوة إلى التحرير تشمل كل الأرقاء سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، كما هو منصوص عليه في كتب الفقه الإسلامي، التي تشير بوضوح إلى أن تحرير الرقيق الكافر هو عمل مبرور وقربة إلى الله يثيب الله على فعلها، لعموم النص الداعى إلى التحرير (١).

[رغبة الإسلام في تصفية الرق]

ورغبة من الإسلام في تصفية الرق تصفية نهائية، أو تضييق مداه إلى أبعد الحدود، فإنه - بالإضافة إلى القوانين الإلزامية التي وضعها بغية إفساح الطريق أمام الأرقاء ليتحرروا من قيد الرق، والعقوبة التي فرضها على مالك الرقيق، وهي تحرير هذا الرقيق، إذا اعتدى عليه مالكه بالضرب في غير ما حق، وبالإضافة إلى حض المسلمين على تحرير الرقيق ابتغاء مرضاة الله تعالى، فإن الإسلام قد جاء بتشريعات أُخرى لصالح الرقيق، بغية تحرير أكبر عدد ممكن منه، فقد جعل عتق الرقيق عقوبة لازم تنفيذها علي مرتكبي كثير من المخالفات.

١ - جعل العتق كفارة في عقوبة القتل الخطأ {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} (٢).


(١) انظر كتاب (مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى) ج ٤ ص ٦٩٢ (فقه حنبلي).
(٢) سورة النساء ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>