للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مع صاحبه الصدِّيق على أَن يختفيا في غار يقع في جبل جنوب مكة واسمه (ثور).

[المطاردة]

أَما قريش فقد طار صوابها وأُسقط في أَيديها حينما تأَكد لديها إفلات الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبضتها ونجاته من شر مؤامرتها.

فقد تجسد أَمام زعمائها الخطر الجسيم الذي يتهدد كيانها الوثني نتيجة إفلات النبي محمد من قبضتها، فقد كان إصرارها على الفتك بالنبي لا يستهدف قتل شخصه بقدر ما يستهدف قتل دعوته، ولهذا فهي تعلم أَن وصوله إلى يثرب سالمًا يعني أَن جبهة مسلحة قوية منظمة ستقف ضدها في جانب الإسلام بقيادة النبي في المدينة، الأَمر الذي يعرض تجارتها بين مكة والشام للخطر الشديد، ويجعل مكة نفسها معرضة لغزو مسلح قد تقوم به المدينة فيعصف بكيان قريش الوثني.

لذلك سارع زعماءُ مكة إلى عقد جلسة طارئة مستعجلة لاتخاذ الخطوات الفعالة الحاسمة لمنع الرسول من الوصول إلى يثرب بأَية وسيلة ممكنة.

وبسرعة قرر برلمان مكة بالإجماع وضع جميع الطرق النافذة من مكة (من جميع الجهات) تحت المراقبة المسلحة الشديدة (وخاصة الطرق المؤدية إلى المدينة رأَسًا) لمنع الرسول وصاحبه من الهجرة واعتقالهما.

[مائة ناقة مكافاة]

كما وافق برلمان مكة على إعطاء مكافأَة ضخمة قدرها مائة ناقة لمن يلقى القبض على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعيده إلى قريش حيًّا أَو ميتًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>