للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قصة أبي سفيان مع الملك هرقل]

وكان أمر ظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ الملك هرقل وهو بالقدس فكان لذلك يتوق بتلهف إلى معرفة الحقيقة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما هي. ليتأكد ما إذا كانت أوصافه تتفق مع الصفات المطلوب توفرها في التوراة والإنجيل للرجل الذي سيختاره الله من العرب ولابد ليكون رسولًا للعالمين.

ولا أدل من اهتمامه بهذا الأمر أنه منذ بلغته مختلف الأخبار المتناقضة عن ظهور النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يبعث برجال من استخباراته وشرطته إلى مختلف مناطق الشام لعلهم يجدون من أهل مكة نفسها ممن يرتادون الشام دائما للتجارة. من يحدثه بأمانة عن حقيقة محمد وجوهر دعوته.

وشاء الله أن يظفر رجال الملك هرقل (من قواته الخاصة) في غزة بسيد من سادات العرب. وهو أبو سفيان بن حرب. قائد عير قريش التي كانت في رحلتها الصيفية التجارية إلى الشام.

فطلبوا منه أن يصحبهم من غزة إلى القدس. حسب رغبة الإمبراطور فأجابهم أبو سفيان إلى ذلك فاحتملوه وبعضا من رجاله وهناك في القدس اجتمعوا بالإمبراطور فاسستجوبهم بشأن حقيقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحذَّرهم من أن يكذبوه الحديث.

ولنترك أبا سفيان بن حرب نفسه ليروى لنا ذلك اللقاء التاريخي الذي تم بينه وبين الإمبراطور (هرقل) وذلك الاستجواب الذي أجراه الإمبراطور معه بنفسه.

قال أبو سفيان: كنا قومًا تجارًا، وكانت الحرب بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حصرتنا حتى أنهكت أموالنا، فلما كانت الهدنة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم نأمن إلا أن نجد أمنًا، فخرجت في نفر من قريش تجارًا إلى الشام، وكان وجه متجرنا (غزة) فقدمناها حين ظهر (هرقل) على من كان بأرضه من فارس وأخرجهم منہا.

وأثناء إدلاء أي سفيان بحديثه عن استجواب الإمبراطور (هرقل له) عن حقيقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر أن (هرقل) رأى في المنام رؤيا وهو في بيت المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>